ما هي الخوارزميات وما دورها في تقييد المحتوى الفلسطيني ؟


يزداد عدد المستخدمين النّشطين في جميع منصّات التّواصل الاجتماعيّ حتى وصل في عام 2022 إلى 5 مليار شخص، أي ما يعادل الآن جميع سكّان آسيا، وقد حوّلت السّنوات الفاصلة ما يسمّى بـ«الميدان الرقميّ» إلى فضاء مليء بالتّحديات، كان من هذه التحديات هي خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، ولكن تختلف تلك الخوارزميات حسب الموقع والمنصة الخاصة بها وغالباً ما تتغير تلك الخوارزميات  من وقت لآخر، مع صعوبة تتبع الأمر. فما هي الخوارزمية؟ وكيف تعمل؟ وكيف يمكن تفنيد تلك الخوارزميات؟


 خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي: 

"بدأ ظهور هذا المصطلح في بداية عام 2007 وهو عالم من البيانات، مهمته الأولى هي العمل على الخوارزمية المستخدمة في ميزة "خلاصة الأخبار وهو عبارة عن مجموعة من التعليمات البرمجية والخطوات المحددة والمتسلسلة التي ينفذها " (News Feed) " الحاسوب من أجل تحقيق مهمة معينة أو حل مشكلة محددة.


وتعتبر الخوارزميات أيضًا أساس بناء منصات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وهي بمثابة كنز لا يفنى بالنسبة لهذه المنصات لما تحققه من أرباح خيالية بسبب حجم المعلومات والبيانات التي تجمعها عن مستخدمي هذه المنصات، حيث يعاد بيع هذه البيانات واستغلالها في سوق التجارة الإلكترونية العالمي الذي يقدر بمليارات الدولارات.


غالبية منصات التواصل الاجتماعي لا تفرض على مستخدميها رسوم استخدام أو دفع شهري ولكن مقابل خدمتها المجانية لهم, تعرف كل شيء عنهم من خلال استخدام الخوارزميات التي تقوم بجمع بيانات المستخدم وتحدد نوع المحتوى الذي سيظهر له بناءً على استخدامه السابق للموقع والبيانات المجموعة عنه.


ولكن كيف تعمل الخوارزميات ؟

تقوم خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي بجمع المعلومات عن مستخدمي المنصات بشكل متواصل دون انقطاع، مما يجعلها تقيِم ما تجمعه من معلومات وتعرض للمستخدم المحتوى الذي تعتقد أنه يرغبه، وتراقب كيفية تعامله وتفاعله مع المحتوى الذي قدّمته للمستخدم لتعمل على تغييره أو البقاء عليه فهذه الخوارزميات كالمراقب الذي يراقبك ويدقق في تفاصيل حياتك ويتدخل بكُل خصوصياتك، إليك ابرز الطرق التي تسلكها تلك الخوارزميات:

  1. اهتمامات المستخدم: تعمل الخوارزميات على تحليل إهتمامات المستخدم والمحتوى الذي يفضله وتعرض أهم يما يريده 
  2. الوقت: فيسبوك يعرض المحتوى الأحدث في القائمة الزمنية، وتتحكم في ترتيب المحتوى بالنسبة للأحداث القريبة أو الأحداث التي تحدث في الوقت الحالي.
  3. التفاعلات: خوارزمية فيسبوك تعتمد على عدد التفاعلات مثل الإعجابات والتعليقات والمشاركات، وتقوم بعرض المحتوى الذي حصل على أكبر عدد.
  4. الشخصية: خوارزمية فيسبوك تستخدم معلومات المستخدمين الشخصية، مثل العمر والجنس والموقع الجغرافي والهوايات والاهتمامات.
  5. المصدر: خوارزمية فيسبوك تضع في اعتبارها مصدر المحتوى، وتعرض المحتوى الذي يأتي من مصادر موثوقة وذات جودة عالية بشكل أكبر.


ولكن هل يمكن التغلب على هذه الخوارزميات؟

الإجابة نعم، وإليك الطريقة وفق ما ذكرته منصة "لايف هاكر" (lifehacker) في تقرير لها مؤخرًا.


وتشن حكومة الاحتلال حملة ضد المحتوى الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي عبر "خوارزميات" إلكترونية تقوم برصد المحتوى الفلسطيني والإبلاغ عنه باعتباره محتوى عنيف يجب حظره وعدم عرضه، وبالتالي هناك الكثير من الكلمات المحظورة ممّا يجعل وسائل الاعلام المتواجدة رقميًا في خطر إزالتها بأيّ وقت.


والكلمات المحظورة التي تعرضك لحذف أو تقييد المحتوى الخاص بك أو صفحاتك على المنصات هي كلمات رئيسية تٌستخدم في نقل الأخبار وفي نقل الرواية الفلسطينية، وبالتالي من السهل الوقوع في الخطأ وفي المصيدة التي تنصبها لك فيسبوك.


ونستطيع ان نقدم لك مجموعة من الحلول والتي يمكن من خلالها تفنيد تلك الخوارزميات: 

  1. تغيير الاهتمامات مع تقديم أقل المعلومات في ملفك الشخصي: فإذا كنت معتادًا على متابعة آخر أخبار الرياضة، وهي اهتمامك الأول، في حين أن اهتمامك الثاني هو أخبار السينما واهتمامك الثالث الأزياء، فغيّر هذه القائمة من الاهتمامات، ولا تقبل ما تعرضه الخوارزمية من خلال تفاعلك المباشر مع ما تقدمه لك.
  2. استخدم حسابًا وهميًا: يعد استخدام حساب "وهمي"، بدون أي من معلوماتك الحقيقية طريقة رائعة لاستغلال فوائد هذه المنصات بدون الحاجة إلى القلق بشأن قيام الشركات الأم ببناء ملف تعريف دقيق عنك.
  3. لا تؤكد افتراضات ومعلومات الخوارزمية: من المعروف أن تقترح وسائل التواص الاجتماعي محتوى معين لك بدلًا من أن تجد الأشياء التي تريدها، فمثلًا إذا كنت من محبي كرة القدم فسيقدم فيسبوك مواقع الأخبار الخاصة بالرياضة وهكذا.
  4. استخدم المنصات بدون تسجيل الدخول ما أمكنك ذلك: لا تدع شبكة التواصل الاجتماعي المعنية تعلم أنك تستخدم خدماتها، مثلا تستطيع مشاهدة كل ما تريد من فيديوهات على يوتيوب بدون أن تسجل دخولك على المنصة، ولن يكون لدى يوتيوب وسيلة لربط نشاطك هذا بحسابك في جوجل. 

تبعًا لذلك كشفت مؤسسة إعلامية متخصصة في منصات التواصل الاجتماعي عن قائمة تضم عشرات الكلمات التي تسبب حظرًا وتقييد لمحتوى صفحات وحسابات فلسطينية على مواقع التواصل الاجتماعي.


ويذكر رئيس المركز الشبابي الإعلامي ومقرّه غزة، إبراهيم مقبل، أن "الكلمات جُمعت على مدار أكثر من عامين من خلال متابعة الحسابات التي تحظر وتحذف بسبب ’ الكلمات المخالفة ‘التي تصنفها منصات التواصل بأنها تنتهك المعايير".


ويلفت في تصريح صحفي، أنه "تم وضع هذه الكلمات ضمن أداة برمجية طورها المركز باسم "بال فلتر"، لمساعدة مستخدمي منصات التواصل على تجاوز مشكلة التقييد والحظر وملاحقة المحتوى الفلسطيني من خلال التحايل على خوارزميات المنصات ويعمل التطبيق على تقطيع الكلمات المحظورة بشكل تلقائي أو يستعيض عن أحرف منها بأحرف من لغات أخرى، علمًا بأنَّ فاعلية "بال فلتر" تجاوزت الـ 90 في المئة".


في حين  قامت الباحثة نداء يونس في دراستها- "ميتا-فيسبوك" سجن رقمي للمحتوى الفلسطيني بكتابة توصيات تنص على :

"يجب الاستمرار بالحملات الرقمية للكشف عن انتهاكات ميتا للمحتوى الفلسطيني والمطالبة بالعدالة الرقمية وتطبيق سياسات رقمية متوازنة تجعل من بناء تصنيف المحتوى العبري التحريضي أولوية، ومراجعة سياسات فيسبوك وتغذيتها الرقمية لخوارزمياتها بمشاركة فريق فلسطيني ودولي يعيد تقييم مسألة ما يسمى بالتحريض وخطاب الكراهية؛ والاستمرار بتوثيق وكشف انتهاكات ميتا للمحتوى الرقمي الفلسطيني بصفته تهديدا للهوية الرقمية الفلسطينية والسردية الرقمية للفلسطينيين، والتي يتم محوها من خلال عنصرية رقمية ولغوية وبصرية تهدف إلى طمس السردية الفلسطينية الرقمية ونزع فاعلية المؤثرين السياسيين الفلسطينيين والتعتيم على ما يحدث على أرض الواقع." للمزيد



ختاماً، لا تقبل ما تعرضه هذه المنصات من مواقع وأخبار، بل ابحث عما تريده وليس ما تريدك هي أن تشاهده، أو تقرأه، وإذا وجدت شيئا مثيرا للاهتمام في الاقتراحات، فابحث عنه يدويا وشاهده من هناك، نعم، ستستمر الخوارزمية في التعلم من سلوكك، لكنك لن تجعل الأشياء سهلة عليها وعلى من يقف خلفها.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف ساعدت شركة "ميتا" Meta الاحتلال الاسرائيلي لمحاربة المحتوى الفلسطيني؟

الساعاتي أبو محمود وأكثر من 48 عاماً في إعادة الحياة للساعات